منهج ناركونن للتوعية حول المخدرات لطلاب المرحلة الثانوية: محاولة الوقاية المنضبطة المنظمة

ريتشارد دي. لينوكس
تقنيات المقاييس النفسية، المسجلة،
2404 ويسترن بارك لين، هيلسبورو، نيويورك 27278، الولايات المتحدة الأمريكية

ماري أ.سيتشيني
مستشارة أبحاث مستقلة
10841 ويسكت أفينيو، سانلاند، كاليفورنيا 91040، الولايات المتحدة الأمريكية

تمت المراجعة والنشر بواسطة علاج إدمان المواد المخدرة، الوقاية والسياسة المتّبعة

ملخص تنفيذي

مقدمة

على الرغم من أن الدراسة المرجعية السنوية، بعنوان مراقبة المستقبل، قد أظهرت وجود معدلات إنخفاض طفيفة في تعاطي المخدرات خلال السنوات القليلة الماضية من إجراء المسح، حيث أن العدد المُقدّر بحوالي 13 مليون من الفتية الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12-17 عاماً في الولايات المتحدة الأمريكية، والذين أصبحوا يتناولون الكحوليات، والتبغ وأنواع المخدرات الأخرى، ما زال مرتفعاً بصورة سنوية بالمقارنة مع التوجُّه المتناقص الذي ظهر خلال الثمانينات من القرن العشرين والذي إنتهى في عام 1992.

على سبيل المثال تتضمن جوانب المشكلة، إنفاق المستهلكين من القُصّر مبلغ يُقدّر بحوالي 22.5 مليار دولار أمريكي على تناول الكحوليات في عام 1999 (من المبلغ الإجمالي بقيمة 116.2 مليار دولار أمريكي)؛ فهو يُمثّل نسبة زيادة مزعجة بمقدار 212 في المائة. في عدد الفتية الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 -17 عاماً ويتعاطون المخدرات التي تُصرف بوصفة طبية مراقبة بشكل خاطىء ما بين عامي 1992 و 2003 (الأمر الذي ازداد سوءً أكثر بكثير منذ وقت هذه الدراسة)؛ كما كان يُقدّر استخدام الشباب لمسكنات الألم بنحو 1،124،000 عام 2001، في المرتبة الثانية فقط بعد استخدام الماريجوانا بمعدل 1،741،000.

كانت المخدرات الموصوفة بشكل منضبط (بما في ذلك الأوكسي كونتين، الفاليوم والريتالين) في المرتبة الرابعة أثناء وقت إجراء الدراسة بين المواد الأكثر إدماناً من حيث الاستخدام في أمريكا، حيث جاء ترتيبها بعد الماريجواناـ الكحوليات والتبغ.

عندما تفشل جهود الوقاية فإن الأمر يكون باهظ التكلفة. في عام 2005، كانت معدلات الإنتشار على مدار الحياة بالنسبة لإستعمال أي مخدر هي 21%، 38% و 50%، وهي بالدرجات 8، 10، 12 على التوالي. على الرغم من أن البعض يرى أنه لا يمكن القول بأن جميع الطلاب الذين يُجرّبوا المخدرات سيتعرضون لمشكلات، حيث قُدّرت عمليات إدمان الكحوليات في عام 2002 والتكاليف المرتبطة بها بالنسبة للإنتاجية، والرعاية الصحية والعدالة الجنائية والرفاهية الاجتماعية بحوالي 180.9 مليار دولار أمريكي. وبالنسبة للكثيرين من الشباب، فإن إدمان أحد المواد يسبق المشكلات الدراسية مثل الحصول على معدلات درجات أدنى، ونسبة تغيُّب أعلى من المدرسة، توقعات أدنى وقرارات بترك المدرسة. وفي الحقيقة، فإنه كلما زاد استخدام الطالب للسجائر، الكحوليات، الماريوجوانا، الكوكايين والمخدرات الأخرى، كلما كان من الأكثر إحتمالاً أن ينخفض أدائهم في المدرسة، ويتغيبون عن المدرسة أو يتوقفوا عن تكملة الدراسة حتى مرحلة التعليم العالي.

وتمشياً مع أهداف وبرنامج الصحة العامة لمكتب السياسة الوطنية للرقابة على المخدرات (ONDCP) ووزارة التعليم، فإن الهدف النهائي لبرنامج ناركونن يتمثل في الوقاية والتخلص من إدمان المخدرات في المجتمع. لقد أظهرت الأبحاث بأن الوقاية أو تأخير البدء في تعاطي الكحوليات أو استعمال المخدرات الأخرى أثناء مرحلة المراهقة المبكرة يمكن أن يقلل أو يمنع إدمان تلك المواد، ويقلل السلوكيات الخطيرة الأخرى لاحقاً خلال مرحلة المراهقة وصولاً إلى مرحلة البلوغ. ورغم ذلك، فإنه ما زال هناك الكثير من المناقشات حول طبيعة السياسة والإستراتيجيات التي يجب استخدامها للوصول إلى هذا الهدف. وعلى مدار الأربعين عاماً الماضية، قدَّم المتخصصون في الوقاية من إدمان المخدرات بناركونن ندوات تهدف إلى تعزيز ودعم جهود الوقاية القائمة عن طريق تقديم المزيد من التوضيح والشرح للمواد التي يتم دراستها في المناهج المدرسية. وفي عام 2004، قام ناركونن الدولي بوضع منهج تعليمي يتألف من ثمانية وحدات حول المخدرات لطلاب المرحلة الثانوية في هذا السن إستناداً إلى الأبحاث والكتابات التي ألّفها ل. رون هابرد بإعتبارها مندمجة في المنهجيات العلمانية لعملية إعادة التأهيل من إدمان المخدرات بناركونن. قام مُطوّروا البرنامج بتحليل نتائج الطلاب بعد انتهاء البرنامج، وكذلك الإستبيانات المجموعة بإعتبارها تدريب إدارة جودة والتي كانت موجودة منذ بدء البرنامج وتستمر حتى اليوم؛ وذلك في ضوء التطبيقات المبنية على الدليل ونظرية الوقاية لوضع منهج تعليمي شامل قائم بذاته (لكل الشباب) لطلاب المرحلة الثانوية في هذا السن والتي تهدف إلى التعامل مع الجوانب الرئيسة للمشكلات.

يجمع المنهج التربوي لناركونن، المكون من ثماني وحدات حول المخدرات والمخصص لطلاب المرحلة الثانوية بين مركب فريد من استراتيجيات الوقاية حيث يتناول المحتوى ما يتعلق بالتبغ، والكحوليات والماريجوانا والأنواع الشائعة من "المخدرات الثقيلة." تتناول الدافعية الصحية والمهارات الاجتماعية وإدراك التأثير الاجتماعي والأنشطة المرتبطة بتنمية المعرفة عدداً من المخاطر والعوامل الوقائية في علم أسباب الأمراض والإفراط في استخدام العقاقير والإدمان. كانت هذه الدراسة تهدف إلى تقييم قدرة البرنامج على تغيير سلوكيات إستعمال العقاقير المخدرة، والمواقف والمعرفة بين الشباب وتقييم محتويات منهج ناركونن للوقاية من المخدرات في مقابل نظرية الوقاية.

المنهجية:

وصف العيّنة

قام فريق عمل ناركونن بإختيار 14 مدرسة من ولايتين. تم إخضاع المدارس للمنهج التثقيفي أو مجموعات التحكّم وفقاً لتشابه حجم المدرسة، وحجم المجتمع والطابع العرقي العام. وافقت المدارس أيضاً على إكمال ثلاثة مراحل للإختبار: المستوى الأساسي، تقريباً بعد شهر واحد من ذلك، وستة أشهر متابعة. تم تنفيذ المنهج التثقيفي الكامل للمخدرات بإشراف ناركونن بعد إكمال إستبيان المستوى الأساسي (الوضع التربوي) أو بعد إكمال إستبيان نهائي بعد الستة أشهر (وضع التحكم). تم التّحقق من دقة توصيل المُقرّر للطلاب عن طريق تقرير عن الميسر.

بعد الحصول على موافقة أولياء الأمور، كان هناك 236 مجموعة تحكُّم و 244 مجموعة تجريبية من الطلاب في ولاية أوكلاهوما، بالإضافة إلى 295 مجموعة تحكُّم و 220 مجموعة تجريبية من الطلاب في ولاية هاواي. تم توضيح مفاهيم الموافقة الإختيارية والسِّرية للطلاب المشاركين. بعد الإستبيان الأساسي، إنسحبت أحد المدارس من بين 26 مدرسة مشاركة في الدراسة نظراً لأسباب تتعلق بترتيب المواعيد. لم تكن هناك أحكام أو بنود تُنظّم عملية التمثيل من جانب مجموعات مرتبطة بالنوع أو مجموعات عِرقية هامة أو من حيث المخاطر.

تم مراجعة بروتوكول الدراسة وإستمارات الموافقة وإعتمادها من جانب مجموعة كوبرنيكوس آي آر بي (بروتوكول إتش آي100). قام فريق عمل الإستبيان المعتمد لحماية المشاركين بتخصيص رقم هوية مميز لكل طالب وفقاً لسِجل الفصل الدراسي. وبالنسبة للسِّرية، قام الطلاب بتحديد إجاباتهم على إستمارات إجابة قياسية تحمل فقط رقم الهوية المميز لكل منهم. استُخدم كل من السجل وكود الهوية لتحديد نفس رقم الهوية في كل مرحلة من الإستبيان، ومن هنا أُتيح إمكانية مقارنة الإجابات التي تُقدَّم في كل موقف قياس وتقييم- وهي استراتيجية تحديد العينات والتي أتاحت القوّة الإحصائية اللازمة لتحديد الفوارق الموجودة في المتغيرات التي خضعت للإختبار بين طلاب الفصل الدراسي بشكل عام، حيث لا يستعمل غالبية الشباب المخدرات. تم وضع إستمارات الإجابة التي تم تعبئتها من قِبَل كل طالب داخل مظروف آمن ومغلق، ثم تم إعادته لطاقم عمل الإستبيان لإرساله بالبريد إلى الباحث المختص ليقوم بعملية إدخال البيانات الممسوحة، وإدارة البيانات والتحليل الإحصائي.

محاضرات التثقيف عن المخدرات

كانت تصميم وخطة الدراسة تقتضي من كل المدارس التي تم إختيارها لتخضع للشروط التجريبية أن تتلقّى المقرر التثقيفي عن المخدرات بصورة كاملة. كان المُيسّرون المدربون بطريقة إحترافية يتبعون دليل إلقاء ممنهج ومنظّم وكانوا يقومون بتعبئة تقرير إمتثال للقواعد بصورة يومية. مواد منهج ناركونن للوقاية من المخدرات، تُساعد المُيسِّر في تنفيذ البرنامج وفقاً لمعايير محددة والحفاظ على دقة البرنامج وسلامته.

معايير النتائج

لقد تم تصميم معايير النتائج للبرامج التقديرية للمشاركين من أجل تقييم النتائج في برامج الوقاية من الإدمان المموّل من جانب مركز الوقاية من الإدمان، والذي يوصى باستخدامه في خطة ما قبل الإختبار/وبعد الإختبار. (إستمارة أو إم بي رقم. 0930-0208 تاريخ الإنتهاء 31/12/2005). تم توجيه الأسئلة حول تكرار إستعمال إثنين وعشرون نوع من المخدرات المعروفة بالإضافة إلى إثنا عشر سؤالاً من إستبيان مراقبة المستقبل.

تم تقييم النتائج الثانوية عن طريق أدوات مركز الوقاية من الإدمان بالإضافة إلى إدراك المخاطر، المواقف والقرارات حول إستعمال المخدرات، وكذلك خمسة أسئلة من إستبيان مراقبة المستقبل والتي تسأل عن الضرر الواضح لإستعمال المخدرات، بالإضافة إلى أربعة أسئلة من إستبيان المخاطر الخاص بالطلاب والعوامل الوقائية التي تسأل عن مواقف إستعمال المخدرات. بالإضافة إلى حساب التغيُّر في السلوك والإعتقادات بين الأفراد، تتيح هذه الأسئلة فرصة عقد المقارنات فيما يتعلق بالولاية والأعراف المحلية.

وعلاوة على ذلك، أوصى مطوّروا البرنامج بعدد 25 سؤالاً تم إلحاقها بإستبيان مركز الوقاية من الإدمان وذلك بغرض تقييم ما إذا كانت مفاهيم التثقيف حول المخدرات التي يُغطّيها برنامج ناركونن واضحة ومفهومة بشكل صحيح من جانب كل فرد متلقي للبرنامج، وإلى أي مدى يتم الإحتفاظ بها عند نقاط المتابعة، وما إذا كان الطلاب يستطيعون تطبيق المفاهيم الرئيسية للبرنامج أم لا. لقد تم تصميم الأسئلة الخاصة بمطوّر البرنامج لفحص الآثار المتوقّعة بما في ذلك قدرة البرنامج على التثقيف عن طريق فحص استرجاع مواد البرنامج، بالإضافة إلى تقديم إنطباع حول قدرة الطالب على تطبيق مهارات البرنامج مثل القدرة الذاتية على توصيل إعتقاداتهم حول إستعمال المخدرات، التعرُّف على ومقاومة الضغوط المرتبطة بإستعمال المخدرات وإتّخاذ القرارات.

التحليل الإحصائي

يدعو التصميم الغير عشوائي- حيث أنه لا يمكن الإفتراض بأنّ المجموعات المُسند إليها ظروف التّحكُّم والظروف التجريبيّة ستكون متساوية- للقيام بتحليل محافظ. ولهذا السبب، استخدمت الدراسة تحليل التغاير (تحليل التغاير) للنتائج المتغيرة من المرحلة الأساسية، وعملية التحكُّم في الإستعمال الأوّلي للمخدرات بالإضافة إلى التغيُّرات التي تحدث في طلاب المدرسة بإعتبارهم عناصر تباين مشاركة.

النتائج

تقييم محتويات منهج برنامج ناركونن

يُحدد الجدول رقم 1 اللقاءات الثمانية للمقرر في مقابل المكونات الرئيسية التي تستخدمها الكثير من برامج الوقاية من المخدرات. ينقل المنهج التفاعلي المعلومات القائمة على العلم من مجالات متنوعة مثل علم دراسة السموم، علم الأدلة الجنائية، التغذية، التسويق، الصيدلة والكثير غيرها. تشمل مواد البرنامج الدعم السمعي والبصري وخطط الدرس الواضحة التي يتم شرحها بالكامل مصحوبة بأدوات إدارة الجودة مثل إستبيانات الطالب الغير محدد الهوية عن كل لقاء أو جلسة، وكذلك سِجِل الأداء اليومي للميسِّر لتسجيل أيّة مشكلات أو أسئلة مرتبطة بلقاء معين.

يؤكد تدريب الميسِّر على أهمية التواصل الفعّال بالإضافة إلى خلق بيئة يمكن للطلاب فيها أن يطرحوا الأسئلة، ويُناقشوا المواقف الشخصية ويشاركون بنشاط وفاعلية.

آثار المنهج التثقيفي لبرنامج ناركونن حول المخدرات على إستعمال المخدرات بالمقارنة مع المواقع التي لم تتسلّم المقرر بعد

في مرحلة المتابعة، كما هو موضح فيالجدول رقم 4، بالنسبة للطلاب المشاركين في برنامج التثقيف حول المخدرات، ولكن ليس مجموعة التحكُّم، قد مضوا قُدماً نحو إستعمالٍ أقل للمخدرات بالنسبة لكافة أنواع إستعمال المخدرات بصورة فعلية. مع الأخذ بالتشابهات الموجودة في سلوكيات مجموعة إستعمال المخدرات في المرحلة الأساسية، فإن هذا النمط بمفرده يدعم موثوقية الإختلافات التي ابتكرها منهج التثقيف حول المخدرات.

تُشير أعداد معدلات الإنخفاض في إستعمال المخدرات إلى تحقيق دلالة إحصائية. تُبيّن خصائص الإختبارات المحددة مدى فاعليّة البرنامج. تُعَد عناصر إستعمال الكحوليات والتبغ والماريجوانا خلال الثلاثين يوماً الماضية مُلائمة بصورة خاصة لطلاب المرحلة الثانوية: حيث أظهرت كمية استعمال السجائر الأثر الأكثر قوة، متبوعةً بإستعمال التبغ عديم الدخان وتكرار استعمال السجائر. كان التكرار ومقدار الماريجوانا أيضاً ذو دلالة إحصائية. نتَج عن الفوارق في استعمال الكحوليات والوصول للثمالة آثار هامشية.

من بين "المخدرات الثقيلة"، كان استعمال الأمفيتامين منتشراً بصورة ما بين هؤلاء الفتية وقد إنخفض بشكل ملحوظ من خلال التعرُّض لهذا المقرر.

تُعَد الفوارق بين التثقيف حول المخدرات وبين مجموعات التحكُّم متوافقة مع الأدبيات الخاصة بالأنماط القائمة على حجرة الدرس في أنحاء العالم من حيث التدخل، حينما تكون البيانات الخاصة باستعمال المخدرات يتم الحصول عليها عن طريق التقارير الذاتية وتكون مستويات استعمال المواد المخدرة مرتفعة بين مجموعة فرعية صغيرة فقط من الشباب.

وبالنسبة لتأثير المقرر التثقيفي لبرنامج ناركونن حول المخدرات على إدراك المخاطر والتوجُّهات حول المخدرات أو استعمال المخدرات بالمقارنة مع المواقع التي لم تتسلّم المُقرّر

بعد ستة أشهر من المشاركة في البرنامج، والتحكُّم في الفوارق الأساسية، كان هناك ميل أكبر بكثير بالنسبة لمجموعة التحكُّم نحو التخطيط للشرب حتى الثمالة خلال السنة التي تلت فترة الستة أشهر المتابعة بالمقارنة مع مجموعة برنامج التثقيف حول المخدرات بالإضافة إلى وجود قرار أقوى لتدخين السجائر بين مجموعة التحكُّم. ومن حيث المقارنة، أظهرت مجموعة العلاج عن طريق التثقيف حول المخدرات إلتزاماً أقوى نحو نمط الحياة الخالِ من المخدرات عما كان الحال بالنسبة لمجموعة التحكُّم.

خلال فترة الستة أشهر من المتابعة، كان هناك أربعة من بين خمسة أسئلة تقوم بتقييم مخاطر الضرر ذات الدلالة الإحصائية. وقد أظهر المزيد من الطلاب في مجموعة التثقيف حول المخدرات بشكل واضح وجود مخاطر كبيرة بالنسبة للسؤال "إلى أيّ مدى يُخاطر الأشخاص بإلحاق الأذى بأنفسهم (بصورة بدنية أو بطرق أخرى) إذا كانوا يجربون استعمال الماريجوانا لمرة أو مرتين، أو يدخنون الماريجوانا بشكل منتظم." تنعكس هذه التوجُّهات أيضاً في الأسئلة المقترحة من جانب مُطوِّر المقرر بالنسبة للطلاب الذين حصلوا على برنامج التثقيف حول المخدرات حيث أنهم إكتسبوا التوجُّه القائل بأن المخدرات سيئة.

القدرة على استيعاب المادة التي يغطيها مقرر برنامج ناركونن للتثقيف حول المخدرات بالمقارنة مع المواقع التي لم تحصل على المقرر بعد

وكما يتَّضح فيالجدول رقم 9، بعد ستة أشهر من الحصول على برنامج التثقيف حول المخدرات، كان من الواضح أن المزيد من الطلاب الذين تعرضوا للمقرر التثقيفي حول المخدرات أصبحوا قادرين على تقديم إجابات تتوافق مع محتوى البرنامج بالنسبة لجميع العناصر التسعة عشر، والتحكُّم بالنسبة للفوارق عند المستوى الأساسي. ومن المثير للإهتمام، فقد تحسَّن مستوى فهم الطلاب في برنامج التثقيف حول المخدرات حيث أدركوا أن الكحوليات تُمثل نوع من المخدرات، وأن إدمان المخدرات يشمل كُلّاً من المواد المسموح بها قانوناً والمواد الغير مسموح بها. وفي المستوى الأساسي، كان لدى معظم الطلاب تقدير ضعيف لآثار استعمال المخدرات على الوضع الغذائي الذي تم تصحيحه بواسطة البرنامج.

لقد صحّح المقرر أيضاً المفهوم الخاطئ الشائع حول الماريجوانا- القائل أنّ نتيجة لنموّها بشكل طبيعي فإن العناصر الكيميائية الموجودة بها ليست ضارة. لقد تعرّف الطلاب بشكل صحيح أيضاً على مصدر رئيسي للتأثير الاجتماعي من حيث استخدام المخدرات كإعلانات إعلامية. تُبيّن الإجابات الخاصة بكثير من هذه الأسئلة بأن الطلاب الذين حصلوا على المقرر التثقيفي حول المخدرات أظهروا مستوى فهم أكبر للآثار الواسعة للمخدرات على العقل والجسم.

من بين الأسئلة الستة التي تقيّم قرارات وسلوكيات الطالب، أحدثت ثلاثة منها تغيُّراً ملحوظاً. كان من الأكثر إحتمالاً أن يُوضّح الطلاب المُتواجدين في مجموعة الوقاية من المخدرات بأن لديهم معرفة كافية حول المخدرات لكي يتخذوا قرارات. ومن المثير للإهتمام، أن الطلاب المُتلقين لبرنامج الوقاية من المخدرات قد أظهروا قدرة حالية أكبر لمقاومة الضغوط تجاه تناول المخدرات، على الرغم من أن السؤال الذي كان يقيّم المقاومة السابقة لضغوط تناول المخدرات قد تم الإجابة عليه بصورة مماثلة بين كِلا المجموعتين خلال كُل المراحل الزمنية. كان هناك أيضاً تحوّل أكبر في عدد الطلاب الذين إختاروا كلمة "خاطئ" للعبارة القائلة بأن "المخدرات ليست بالفعل سيئة على هذا النحو".

أسئلة للنقاش

لقد كان الغرض من هذه الدراسة هو تقييم قدرة برنامج ناركونن للتوعية عن المخدرات من أجل إحداث تأثير طويل المدى على سلوكيات استعمال المخدرات من جانب الطلاب داخل بيئة الفصل الدراسي المعروفة (لكافة الطلاب). وإلى حد كبير، فقد كانت الإستجابات الخاصة بالإستبيان في المستوى الأساسي مماثلة لأنماط استعمال المخدرات التي يمكن ملاحظتها في الإستبيانات المَحليّة الكبيرة. وبَعد التحكُّم في مستويات الإستعمال لمرحلة ما قبل الإختبار، وخلال مرحلة الستة أشهر بعد الحصول على المقرر الخاص بالوقاية من المخدرات، كان لدى الطلاب في مجموعة التوعية عن المخدرات مستويات أدنى من استعمال المخدرات في الوقت الراهن عن الطلاب في مجموعة المقارنة. تم ملاحظة معدلات إنخفاض واضحة بالنسبة للكحوليات والتبغ والماريجوانا- الأنواع الهامّة بالنسبة للإدمان من جانب هؤلاء الأشخاص- بالإضافة إلى أنواع معينة من "المخدرات الثقيلة" بما في ذلك المخدرات التي تُصرف بوصفة طبية منضبطة، والكوكايين وعقاقير الإحساس بالنشوة. تُظهِر النتائج في الجدول رقم 4 توجُّهاً واضحاً وموثوقاً فيه بين كل فئة تم إختبارها لبرنامج التوعية عن المخدرات من أجل الوصول لمعدلات منخفضة في سلوكيات استعمال المخدرات.

إن هذا يُعَد مُحفّزاً في ضوء التقييم الذي تم إعداده لكي يُقدّم إختبار "واقعي" لبرنامج ناركونن في ظل الظروف الطبيعية للقيام بعملية التدخل في بيئة قاعة الدرس. وفيما يتعلق بالعوائق الملازمة لإدارة البرنامج والتقييم أثناء سير الدراسة بالمدارس، بالإضافة إلى تقييم فاعليته مع إستمارات الإستبيان ذاتية التقرير، والتي توصل لفوارق متواضعة قابلة للقياس بين مجموعات التوعية عن المخدرات وبين مجموعات التحكُّم مع وجود أخطاء كبيرة في المفاهيم بصورة نسبية.

لا يتيح استخدام منهجية الإستبيان الخاص بمركز الوقاية من الإدمان إمكانية قياس معدلات الإنخفاض في استعمال المخدرات، وذلك لم يكن هدفاً لهذا التقييم. ومن المُهم هنا، أنه خلال إختبار جمهور عام - دون القيام بإختيار مجموعات من الطلاب ذوي المخاطر المرتفعة- قد بقيت الفوارق الحسابية في إستجابات الطلاب في كل قائمة ضعيفة، نظراً لأن أغلبية الطلاب قد أظهروا عدم إستعمالهم للمخدرات منذ بداية المستوى الأساسي.

تقوم الأسئلة الخاصة بمركز الوقاية من الإدمان بإختبار الإفتراض القائل بأن التغيُّرات في التوجُّهات والإعتقادات سيتم تعديلها عن طريق برنامج التوعية عن المخدرات، وتدعم وجود أثر وسيط على استعمال المواد المخدرة. ومن المثير للإهتمام، أن الأسئلة كانت تهدُف لمناقشة ما إذا كانت المعرفة الجديدة تم الحصول عليها والإحتفاظ بها على مدار الزمان، على الرغم من الإشارة إلى وجود معرفة شاملة مسبقة بالبيانات، إلّا أنها أفرزت من حيث الفئات التغيرات الأكثر دلالة من الناحية الإحصائية.

ونظراً لأنها إستراتيجية تثقيفيّة في الأساس (مركز تصنيف علاج إدمان المواد المخدرة)، فإن برنامج ناركونن يتضمن مناهج وطرق تتوافق مع النظريات الرئيسية للوقاية. وخلال المقرر، يتم التأكيد على التواصل الإقناعي بإعتباره الوسيلة المطلوبة لنقل كل عنصر من عناصر المقرر. هذا ويتم تحقيق تحسين القدرة والكفاءة من خلال تفاعل الطلاب وكذلك البحث الشخصي بَعد المدرسة في وسائل الإعلام والمؤثرات البيئية الأخرى التي تهدف للتعامل مع المؤثرات الاجتماعية. يتم تقديم المعلومات القائمة على العلم، ويقوم الطلاب بإكمال التمارين التي تهدف لتنمية قدرتهم على تقييم مدى دقة وصحة الرسائل التي تُقدم كمعلومات من مصادر متعددة.

فيما يتعلق بأهمية المعرفة، إنّ الكثير من برامج التدخل المبكر قد زوّدت الأشخاص بحقائق دقيقة عن الآثار المُضرّة للكحوليات والمخدرات الأخرى، وإنها من الناحية التنظيرية ترى أن أولئك الأشخاص الذين قد يقللوا أو يتجنبوا استعمال المخدرات أنه من مصلحتهم في الدرجة الأولى أن يقوموا بذلك؛ لقد أدت الدراسات المتعلقة بمثل هذه المعلومات الأساسية فقط أو نموذج الوعي إلى واحدة من الحقائق القليلة المتفق عليها في أنحاء العالم في مجال الوقاية. إن هذا يرجع إلى أن الوعي البسيط، بالنسبة للأغلبية الساحقة من الأشخاص، عن طريق الإستقبال السلبي للمعلومات الصحية ليس كافياً لدفعهم لتغيير سلوكهم الحالي أو تقليل استعمالهم الحالي أو المستقبلي للمخدرات.

ومنذ بداية الإنطلاق، تؤكد المواد التدريبية لبرنامج ناركونن للوقاية من المخدرات على التوصيل الصحيح للمعلومات والتفاعل مع الموصل للمعلومة. يتوافق تدريب المُيسّر مع نموذج إقناع التواصل المتألف من خمسة عناصر الذي يتعرض له "ماك جوير" بالوصف والشرح. ووفقاً لهذه النظرية، فإنه من أجل أن يكون التدريب فعّالاً ومؤثراً يجب أن يكون المدرب قادراً على جذب إنتباه المستمعين والحفاظ على ذلك، ويجب أن يكون واضحاً ومفهوماً (الفهم والإدراك)، ويجب أن يستحوذ على القبول من جانب الشخص الذي يتلقى الرسالة (الخضوع والإستسلام)، يجب أن يتم المحافظة على القبول على مدار الوقت (الإستبقاء)، ومن هنا يمكن ترجمة ذلك إلى فعل في المواقف المناسبة. إن إختبار القدرة على إختيار الإجابة الصحيحة يبدأ فقط بإجابة السؤال المتعلق بالقيمة المُدرَكة ومدى فائدة تلك المعلومات.

ومن أجل تلك الغاية، فإن دمج التواصل الإقناعي في تدريب المُيسّر وعناصر برنامج الوسائط الإعلامية المتعددة يُعد أمراً مثيراً. ومن الناحية النظرية، فإن توصيل المعلومات القائمة على العلم فيما يتعلق بطبيعة وآثار المخدرات يمكن أن يساعد الطلاب في تنمية القدرة على إصدار الأحكام والوعي، ولكن فقط إلى ذلك الحد الذي يجعل الرسالة التي يتم توصيلها واقعية للغاية بالنسبة للشباب وأن يتم توصيلها بطريقة يحترمها ويُقدّرها الطلاب. يجب أن يتم استكشاف المعايير المتعلقة بقناعة ورضا الطالب، والتي تشمل ردود الفعل المؤثرة (على سبيل المثال، الإستمتاع، قيمة المحتوى)، حيث أنها يمكن أن تكشف تحوّلات هامة في الإدراكات الحسية حول المعلومات في حد ذاتها والتي لن يتم كشفها من خلال الأسئلة البسيطة بإختيار "صحيح/خاطئ".

الخلاصة

بإعتباره مقرر تثقيفي مكثف مُكوّن من ثماني وحدات، يتضمن برنامج ناركونن أساس شامل من حيث النظرية وعلم أسباب الأمراض وحول إدمان المواد المخدرة، حيث يقوم بدمج العديد من العناصر والمحتويات الهامة والناجحة من الناحية التاريخية حول الوقاية.

إن هذا يدعم التنبؤ القائل بأن المشاركين في هذا البرنامج القائم على قاعة الدرس سوف يغيّرون من سلوكياتهم فيما يتعلق بإدمان المخدرات. وبالإضافة إلى ذلك، فإن شبكة برنامج ناركونن توفر بُنية تنظيمية متينة لتعزيز التنفيذ المستدام وعالي الدقة للبرنامج.

وفي هذا التقييم، فقد حقق مُقرر برنامج ناركونن للتوعية من المخدرات معدلات إنخفاض ثابتة وموثوق بها من حيث استعمال المخدرات خلال الستة أشهر بعد إكتمال برنامج التوعية من المخدرات، وفي كل فئة تم إختبارها من حيث استعمال المخدرات. وبالنسبة للسؤال الثالث من هذه الأسئلة- التي تقيِّم المخدرات الأكثر شيوعاً ويستعملها الشباب: الكحوليات والتبغ والماريجوانا بالإضافة إلى "المخدرات الثقيلة"- والتي أظهرت وجود معدلات إنخفاض ذات دلالة إحصائية من حيث الإستعمال. تُعَد معدلات الإنخفاض التي تحققت بالنسبة لكل من الأمفيتامين والإستعمال الغير موصوف للأمفيتامين هامة، مع الأخذ بالإعتبار وجود معدلات زيادة حديثة في إتاحة وتوافر هذه المخدرات. تُقدّم موثوقية معدلات الإنخفاض التي تحققت في سلوكيات استعمال المخدرات الدعم المناسب لمقرر برنامج ناركونن للتوعية من المخدرات.

إن قدرة البرنامج على التوصُّل لمعدلات إنخفاض في سلوكيات استعمال المخدرات، تبدو من خلال تصحيح الرسائل الخاطئة السائدة، وكذلك تمكين الشباب من ملاحظة واستخلاص الإستنتاجات الخاصة بهم، ومن المُحتمل أيضاً أن تُحسِّن المهارات بين الأشخاص والتي تساهم في تنمية ووضع القواعد الجماعية المناسبة. يمكن أن تؤدي هذه التغيُّرات إلى تحوّلات في إدراك المخاطر وتبنّي توجُّهات صحيحة للأفراد والجماعات على حد سواء. ورغم ذلك، فإن آليات العمل بالنسبة لهذا البرنامج يجب أن يتم استكشافها باستخدام وسائل وأدوات حساسة وتحليلات يتم تصميمها لإختبار هذه الفرضية. وعلى الرغم من الإستبيان الخاص بمركز الوقاية من الإدمان قد خضع لعملية تطوير موسّعة، إلا أن عملية فصل العناصر المؤثرة لبرامج الوقاية من المخدرات يمكن أن تتطلب منهجية أكثر شدة ونشاطاً، وخاصة في ضوء البُنية النظرية لهذا البرنامج.

يُظهِر مقرر برنامج ناركونن للتوعية حول المخدرات لصفوف المرحلة الثانوية بشكل واضح وجود نتائج إيجابية ويوجّه رسالة قوية وهامة تدعم وتعزز الإمتناع عن استعمال المخدرات. ومع الأخذ في الإعتبار معدلات الإنخفاض الملحوظة في سلوكيات استعمال المخدرات، والمحتوى العلمي ونظرية التأثير الاجتماعي التي تقوم عليها مواد ومقررات البرنامج وطريقة تنفيذها، وكذلك الإدارة المركزية القوية من جانب ناركونن الدولي، فإن هذا البرنامج يُعتبر واعداً ويلبي حاجة ماسة في مجال الوقاية من إدمان المخدرات.